مخلفات الماضي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مخلفات الماضي
بدأ يتقلب في فراشه ككل ليلة ، يخرج أنفاسا حارة تكاد تحرق ما حوله ، حرك جسدا نهشته الأيام و نخرت عظامه ، بمضض أمسك بكأس ماء كبير ، جرع محتواه دفعة واحدة و كأنه يريد إخماد نارا أو إغراق حياته ... توكأ على الحائط البارد ... و في ظلمة الحجرة تترائى إليه ككل مرة صور من ماضيه ... ماض سحيق ، جذوره الأمس و نهايته القبر ، تذكرها ... لقد أحبها ... توجها قلبه ... حقنها في دمائه، فأضحى مدمنا عليها ... يغمض عينيه و كأنه يريد الهروب من حتمية الأيام ، مد يديه إلى الأمام محاولا محو ذكرياته ، لكن لا جدوى ، إنها محفورة بداخله ، مكتوبة بدماء سوداء ... يستسلم ، و يعود لتذكرها .. جعلها قبلة له ، وضعها معه في طريق مستقبله .. بنى لنفسه أحلاما رام أن يحققها ... سخر نفسه لإسعادها ، ضمها إليه كما تضم الأم الحنون رضيعها ، لكنه في حين غفلة فارق الرضيع الحضن و بمحض إرادته ، أراد أن يجرب العملة الثانية للحياة ، أن يتذوقها بعينين جائعتين ... أمسكها لكنها تفلتت منه ... أراد أن يلمها ، أن يعيدها إلى جادة الصواب لا جدوى ، إستحلفها بالماضي الذي عاشاه معا ، لكن هيهات ، تركها و رغباتها الجامحة وراءه ، جارا ثقله و خيبته إلى الأمام ، آملا أن تزول الغشاوة عن عينيها ... تدارى عنها و أطال الفرقة و هو يعتصر دما ، فلربما ...
- خرج من بيته كخروج الأموات من القبور ، وجه شاحب و عينين زائغتين ذابلتين ... مستقصيا أخبارها ، سائلا الطرقات ... إنها هي ... ماذا ؟ ..وجدها تعتلي بساطا من الريح تسابق به الغمام .. لا يهم الثمن المهم الوصول إلى القمة ... سقطت و إلتم الناس حولها .. لقد تحطمت ، فقدت كرامتها .. بكت دما ، عرفت خطأها ... أرادت الإختباء ... لكن أين ؟ .. تذكرته .. رأته ، أسرعت إليه كما يجري الضمآن إلى الماء .. أالآن تذكرته ... هرب منها و أغلق الباب في وجهها .. خالف عقله طعنات قلبه .. فقد حبه ، فقد المستقبل .. لا يريد أن يفقد كرامته ... سد أذناه و إنزوى في فراشه حاملا بين طياته خيبة الأمل .. فأصبح ذلك الفراش و منذ سنين عالمه ... و قبره ..
- خرج من بيته كخروج الأموات من القبور ، وجه شاحب و عينين زائغتين ذابلتين ... مستقصيا أخبارها ، سائلا الطرقات ... إنها هي ... ماذا ؟ ..وجدها تعتلي بساطا من الريح تسابق به الغمام .. لا يهم الثمن المهم الوصول إلى القمة ... سقطت و إلتم الناس حولها .. لقد تحطمت ، فقدت كرامتها .. بكت دما ، عرفت خطأها ... أرادت الإختباء ... لكن أين ؟ .. تذكرته .. رأته ، أسرعت إليه كما يجري الضمآن إلى الماء .. أالآن تذكرته ... هرب منها و أغلق الباب في وجهها .. خالف عقله طعنات قلبه .. فقد حبه ، فقد المستقبل .. لا يريد أن يفقد كرامته ... سد أذناه و إنزوى في فراشه حاملا بين طياته خيبة الأمل .. فأصبح ذلك الفراش و منذ سنين عالمه ... و قبره ..
الزوالي- الزوالي الدهبي
- عدد المساهمات : 123
نقاط : 5318
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
رد: مخلفات الماضي
قصة مؤثرة لكن لم تخبرنا سبب الخلاف بينهما
sonya- مشرف عام
- عدد المساهمات : 379
نقاط : 5673
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى